القائمة الرئيسية

الصفحات

الإلحاد وسيكولوجية الملحدين، تحليل شخصية الملحد، الجزء الثالث


 الإلحاد وسيكولوجية الملحدين

الجزء الثالث

تحليل شخصية الملحد

فى الجزء الثاني تم ذكر أسباب تشكل الإلحاد في المنطقة العربيه، والذي تبين أن هناك عوامل كثيره كانت وراء تشكل الإلحاد. ومن ضمن تلك العوامل ذكرت العوامل الشخصيه. اليوم سأحاول تحليل شخصية الملحد بأنواعه. فى الأدبيات والكتب يُذكر العديد من الأنواع لكنى وجدت من وجهة نظرى من الممكن تصنيفها بنوعين فقط : الملحد الانفعالى والملحد الفكرى وبتفصيل أكثر لنوعى الملحدين المذكوره أعلاه : 

النوع الاول وهو الملحد المفكر، نجد انه شخص تعمق بالعلم وزادت شكوكه في الأمور الكونيه الأمر الذي جعله يبدأ من الصفر في تأسيس عقيدته ونبذ الموروث العقائدي الذي توارثه من أبويه .وهذا النوع من الملحدين لديه تفكير ذات النسق المفتوح اي أنه يحاول جمع الأدله حول فكرته التى تدور حولها الشكوك ويكون في جمع الأدلة غير متحيز. كما ان هذا النوع من الملحدين لا يهتم في إعلان الحاده والتباهي بذلك، بل على العكس يظل يشعر بالرغبه في الوصول الى حل .. وهنا يستحضرني ما قيل عن مصطفى محمود حين قال عنه الشاعر كامل الشناوي "مصطفى محمود كان ملحداً فوق سجادة الصلاه ". يشبه هذا الموقف بحث سيدنا إبراهيم علية السلام ومناجاته لكل ما يحيط به لمعرفة حقيقة خالق هذا الكون. لذا يكون للملحد هذا هدف ورغبه للوصول الى الحقيقه لإستقرار إيمانه ويقينه وبالتالى تجده يستزيد من العلم والقراءه لهذا الغرض.وتجده يحب أن يسأل لينصت ويصل الى مزيد من الأدله. مسالم نحو الأخرين ونحو عقيدتهم لا يمتلك الشخصيه العدائيه نحو عقيدته، ولو كان في فترة شكه بها، ويصف البعض هولاء بالملحد الباحث عن اليقين ومن أمثال هولاء ابو حامد الغزالى . مصطفى محمود وغيرهم ... الخ 

بينما النوع الاخر وهو الملحد الانفعالي وهو الأكثر انتشاراً اليوم .وهذا النوع من الملحدين ناتج من عوامل نفسيه سيتم ذكرها لاحقا وهو صاحب نسق التفكير المغلق بمعنى لديه فكره ويعطف كل الأدله لإثبات فكرته ويتجاهل ما دون ذلك . فنجد هذا النوع يحاول جاهداً إشهار وإعلان إلحاده علناً وللجميع وبشكل عدائي وعدواني اما للمجتمع او نحو رجال الدين واحيانا نحو الله ذاته بهدف الأستهزاء والتنمر والازدراء .واحيانا اخرى لإستفزاز أفراد مجتمعه.  ويبني هولاء الملحدين أسلوبهم على فكره هزليه عبثيه معتمدين على ذلك في شبهات واحيانا أخطاء تفسيريه اعتمدها رجال الدين في السابق وعاش عليها الناس سنين ليتم عرضها لعامة الناس وإشعارهم بأنهم يعيشون كذبه كبيره الا وهي الدين . وفى هذا الصدد يذكر احد العلماء "ان الإلحاد حكم سطحى كسول للغايه على قضيه عميقه ممتلئه بالأدله ". 

غير ان هذا النوع  من الملحدين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي منصات لهم للتعبير عن أفكارهم وعرضها على العامه( الذين منهم لديهم أميه دينيه وعقائديه ليقوم الملحد بدغدغة مشاعره وعواطفه وربط الأحداث المحيطه به من فقر وظلم وعنف وو بالدين) ... لتتسع دائرة الإلحاد وتخف بالتالى شعور الملحد بالنبذ والاستثناء والاختلاف  . وكثيراً ما يبحث هذا النوع من الملحدين الى مناقشة اي احد بهدف التحدي والأستعراض والجدال فقط .. مما يجعل الحوار أحيانا لا ينجح خصوصا إذا كان الطرف الآخر رجل دين وليس رجل دين ومتخصص علم نفس .. لأن هذا النوع من الملحدين ماهم غير مرضى بإضطرابات نفسيه وإضطرابات شخصيه يستخدمون فيها شهرتهم من خلال إعلان إلحادهم لإخفاء تلك الإضطرابات  واحيانا لإشباع رغبات غير صحيه مثل ( الغرور-النرجسيه- الانتقام-التحدى-الكينونه-الشعور بالذات – الشعور بالتميز ولوكان بالاتجاه السلبي). وهذا ما يتضح جليا في عدائِتهم نحو المجتمع والدين وعدم أحترام عقائد الناس كما يدعون بإنهم يقدسون القيم الإنسانية  الأوروبيه!! فهم لن يستطيعوا ولن يقوموا بنقد أي دين آخر غير دينهم ... ولو كانوا يتعاملون ويحتكون بشكل مباشر  مع رجال دين من ديانات آخر .. بل على العكس ستجده يحترم دينه لكن لا يحترم شخص متدين بدينه (السابق). وهذا ما يعكس العوامل النفسية المضطربة في الموضوع .


ومن هذه الإضطرابات النفسيه والشخصية ... إضطرابات الشخصيه الحديه .النرجسيه .العدائيه.  ومن أمثال هولاء كثر في هذا الزمن وتنتهي بهم الحياه في الغالب إلى الإنتحار لأنهم يدركون وقتها بأنهم فقدوا متعة الحياه خصوصا بعد تجاهل الناس لهم وإنعزالهم في شهواتهم التى كانت من ضمن أهم العوامل التى دفعتهم نحو الإلحاد وترك الدين الذي يمثل بالنسبه لهم أعباء وتكاليف أمام رغباتهم.

إضافة إلى أن أسباب أنتهاء حياتهم بالإنتحار هو أن أغلب هولاء الملحدين مفرغين من الداخل ليس لديهم هدف حقيقي بالحياه ففى بادىء الأمر يكون هدفهم هو إقناع العالم بصحة فكرتهم والتى تعكس بريق واهتمام من عموم المجتمع الأقل وعيا لتشعرهم بالنشوه حينها والزهو . و سرعان ما ينتهي الاهتمام بهم وبفكرتهم مما يعني اختفاء الاضواء عنهم الأمر الذي يتعرى وقتها شعوره بالتواجد والوجود والنشوه... ليبدأ في مناقشة أهمية تواجده من عدمه ناهيك على الانعزاليه التى حظى بها نتيجة مجاهرته بإلحاده وتحديه فيما سبق، كل ذلك من شأنه  أن يجعل حياته تنتهي بسهوله وبدون معنى .وهنا يذكر أحدهم أن الإلحاد يعتمد على فلسفة العدميه ... غريب ضائع بلا امل .... بينما في الدين ..هناك امل بالخلاص ... وهذا ما يجعل لحياة المؤمن قيمة بخلاف الملحد.


  

 فى الجزء الرابع سيتم تناول التفسير العلمي لتشكل الإلحاد عند الملحدين من ناحيه نفسيه.


بقلم✒️

د.سحر طارش

اخصائية في الاضطرابات النفسية والنمائيه عند الاطفال 



Comments

التنقل السريع