القائمة الرئيسية

الصفحات

تمرد الأولاد والبنات على آبائهم وأمهاتهم


 تمرد الأولاد والبنات على آبائهم وأمهاتهم .....


موضوع مثل هذا تكرر كثيراً بين مسامعي، والأكثر تكراراً أن هذه المرحلة العمرية تكون مرحلة المراهقة، الأمر الذي أثار قلمي للكتابة عن سن المراهقة ..

أولا : ماهو سن المراهقة

سن المراهقة سن ينقسم الى ثلاث مراحل ، يبدأ من عمر 11 إلى سن 18 

خلال هذه العمر ينقسم إلى ثلاث أنواع: مراهقة مبكرة(11-14)،مراهقة متوسطة(14-16)، مراهقة متأخرة(16-18). ( تظل هذه الازمنة تخضع للفروق الفردية للأفراد سواء على مستوى البيئة أو المعيشة أو الجو ...الخ في مسالة سرعة انتقال الفرد من مرحلة الى أخرى ، تسمى بسن المراهقة لأنها مرهقة للولد أو البنت وللمحيطين به) .

ثانيا: ماذا يحدث بهذه السن 

في سن المراهقة يبدأ الطفل يترنح ويتجاذب ويتخبط بين مرحلة الطفولة المتأخرة وبين سن البلوغ، فتبدأ الثورات الهرمونية والبيولوجية بالظهور لترسم عليه طابع البلوغ بينما تظل سلوكياته تعكس طفل ..وهنا تبدأ بعض الأخطاء التي تتمثل في التعليق على الشكل الخارجي أو المزاح وأحيانا التركيز على حبوب البشرة أو ماشابه و الذي قد يرهق المراهق ويشعره بالإرباك.(لذا يجب الانتباه على هذا النوع من السلوك)

👈🏾تبدأ في هذه المرحلة اهتمام الطفل بشكله إما بالاهتمام به أو بالحرج من تلك التغيرات التى تحدث .

👈🏾يبدأ يظهر المزاجية وسوء التصرف وكذلك المزايدة في ردود الأفعال التى قد لا تتوافق مع الموقف 

👈🏾الإصرار على الرأي والعناد والتبجح بالرأي وأحيانا كثيرة الردود اللاذعة للمحيطين .

👈🏾الطلبات الغريبة من قص شعر عمل وشم، خروج مع أصدقاء، التحرر من القيود عموما 

👈🏾الأفكار اللاعقلانية أو اللامجتمعية في التقييم للأحداث والمواقف 

👈🏾التحسس الشديد للنقد 

👈🏾الابتعاد عن النقاش، وأحيانا كثيرة رفضه بإسلوب جارح 

👈🏾أحيانا يناقش مواضيع غير مقبولة مجتمعياً أو حتى دينياً، لا تنهره وإنما حاول تناقشه بالحجة 

ثالثا: ما يجب على أولياء الأمور عمله 


المقدمة أعلاه قد تكون مبالغ فيها وصادمة وقد يكون بعضها قد شاهدتها، والبعض الآخر لا فهذا يعتمد من مراهق إلى آخر .

ولكن كل الأسر تعاني مع المراهق في مراهقته حتى ولو لم تظهر ذلك .

لذا يجب أن تتحلى بالكثير من الصبر والمرونة بحيث تتوقع كل ذلك وغيره في هذا السن، لأن المراهق نفسه يعاني الكثير والكثير من الأزمات النفسية والفكرية والجسدية التي تظل تتجاذبه و تبحث عن وسيله للثبات وتحديد المسار، وكل هذه التغيرات ناتجة من هرمونات وو وغيرها من الأمور التى تجعل المراهق يتأثر جسدياً ونفسياً واجتماعياً أيضا 

لذا على الوالدين الآتي:

👈🏾لكي تمر هذه المرحلة بسلام ، يجب أن يكون الأساس النفسي لهذا المراهق سليم ويكون ذلك حين يعيش المراهق مرحلة طفولة مشبعة وآمنة ومليئة بالحب، لذا من الصعب أن أبدأ في حث الوالدين على التعامل مع المراهق بحب إن لم يكن أساس في التنشئة منذ البداية . لأن الحب هنا سيتواجه ويُترجم بشكل مختلف .ويكون على النحو الاتي :

تعامل بحب أي مهما أخطأ المراهق التمس له العذر ووجهه بحب وعاطفه ولا تقلل منه ولا تنهره ....إنما حاول أن توضح له خطأه بحب 

👈🏾 في هذه المرحلة أيضا يخطئ كثير من الآباء والأمهات في أسلوب النقاش . فتجدهم يستخدمون أسلوب النقاش مع أولادهم ومعتقدين أنهم يستخدمون الأسلوب الصح في التربية وهو من أسوأ الأساليب وأكثرها تدميراً للمراهق ...أي نعم كما ذكرت من أسوأها ...

لأن أغلب هؤلاء الآباء والأمهات يستخدمون أسلوب النقاش ليس لسماع المراهق وإنما لإقناع المراهق بوجهه نظر الوالدين !!!! الأمر الذي يجعل المراهق شيئاً فشيئاُ يتجنب النقاش أو يكره شي اسمه نقاش أصلاً ...ويتذمر منه .

النقاش يجب أن يكون على النحو الآتي:

المراهق بالعادة سيعطي لك أفكار غير منطقية أو غير ذات أساس وإنما من رغبته بالقيام بذلك السلوك ..فإذا ناقشته ستكون نظرتك أعمق وأكثر منطق وإقناع النهاية ستكون لصالحك ...لكن هو لم يشبع رغبته في التجربة أو ما كان يطمح إليه !! لذا الحوار يجب أن يتجه نحو إعطاء المراهق كل التوقعات الممكنة حدوثها جراء القيام بالسلوك وبالتالي القرار قرارك يا ابني او بنتي واطلب منه هل ستتحمل نتائج قرارك ؟ بالتأكيد سيكون الرد :نعم، بعدها افتح له القيود .

موقف موقفين مثل هذا مرة سينحج ومرة سيقع في الغلط ويتحمل النتائج هنا سيتعلم الكثير ناهيك بإنه في المواقف الكبيرة حين تقول له لا دون نقاش لأن نتائج هذا السلوك مميتة سيقتنع ...لذا الأكثار من أسلوب النقاش أحيانا يفقده تأثيره ....لذا يجب أن يكون بإسلوب ومحبة وثقة.

👈🏾غض الطرف عن المراهق تجنب مراقبته وإشعاره يإنه سيقع بالخطاء لا محاله. أعطه مساحة من الغلط دون إشعاره بأنك تدري ...الأخطاء هذه سيتعلم منها ....

👈🏾خفف القيود التى كانت عليه من قبل ،بمعنى لا تتعامل معه كما كنت تتعامل معه من قبل ولا تقارنه بإخوته الاصغر أو الاكبر .. وإنما تعامل معه كحالة بحد ذاته هو 

👈🏾فعلوا الهوايات والمواهب والقدرات الكامنة لدى المراهقين من كتابة قصص، شعر،خواطر، تصوير، رسم تلوين ،خياطة....إلخ املأوا فراغهم بإشباع شغفهم وتفعيل قدراتهم ...

👈🏾أشغلوا المراهق جسدياً بالأنشطة والعمل، ونفسياً بالحب والاهتمام والتقدير ، واجتماعياً بالقدوة و بالعلاقات الاجتماعية الناجحة المناسبة لعمره، وفكره بالقراءة.

👈🏾عزز الجانب الروحاني،بالجلسات الروحانية بين الحين والآخر، جلسات التنمية البشرية، تحديد الأهداف ، تعزيز الثقة كل تلك الدورات التنموية مناسبة جداً لسن المراهقة فهي تساعدهم في تحديد المسار..


وبالأخير ، إن هذه المرحلة العمرية مرحلة مهمة يجب أن يمر بها الفرد ويجب أن يعبر بصعوباتها وتعاريجها ومشاكلها ويجب على الآباء تحملها ، ويجب عليهم أن لا يرفعوا سقف التوقعات والرشد والتعقل في سلوكيات الأبناء حتى لا يشوهوا نمو المرحلة التى قد تُسبب -خصوصا للشخصيات المسالمة الطباع- بإن تعيش دور غير دورها لإرضاء من حولها ليتم كبت المرحلة وظهورها فيما بعد ( المراهقة المتأخرة) عند تحرر الشخص من سلطة والديه بالمستقبل..


بالأخير لا تنسى الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء في صلاح الأولاد والذرية.


بقلم 

د.سحر طارش

 اخصائيه في الاضطرابات النفسيه والنمائيه عند الاطفال

 

Comments

التنقل السريع